ومن أجوبته الموفقة ما ذكره ابن خلّكان من أنه وقع نزاع ببغداد بين أهل السنة والشيعة في المفاضلة بين أبي بكر وعلي رضي الله عنهما، ورضي الكل بما يجيب به الشيخ ابن الجوزي، وتوجهوا إليه بالسؤال وهو في مجلس وعظه، فقال:"أفضلهما من كانت ابنته تحته"، ثم نزل في الحال حتى لا يراجع في ذلك.. فقالت السنية: هو أبو بكر؛ لأن ابنته عائشة رضي الله عنها تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت الشيعة: هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحته", قال ابن خلكان: "وهذه من لطائف الأجوبة، ولو حصل بعد الفكر التام وإمعان النظر كان في غاية الحسن فضلاً عن البديهة". [١٠]
ابن الجوزي وابن قم الجوزية:
ذكر الذين أرّخوا لابن الجوزي أنه كان له من الأولاد الذكر ثلاثة, أكبرهم عبد العزيز، وقد مات شاباً في حياة والده سنة ٥٥٤، والثاني أبو القاسم علي الذي ألف له رسالة (لفتة الكبد في نصيحة الولد) وكان يأمل أن ينبغ في العلم وينهج سيرة أبيه، لكن ما أراد الله له ذلك، بل قد ذكر بعض المؤرخين أن هذا الولد كان عاقاً له، وكان يتسلط على كتبه فيبيعها بأبخس الأثمان.. والثالث هو أصغرهم محي الدين يوسف، ذكروا أنه كان أنجب أولاده، اشتغل بالدعوة والوعظ على طريقة أبيه، وباشر الحسبة في بغداد، ثم صار رسول الخلفاء إلى الملوك بأطراف البلاد، وفي آخر حياته أسندت إليه أستاذية دار الخليفة المستعصم العباسي، وقتل معه سنة ٦٥٦ أيام الغزو التتري على المسلمين واستيلاء هولاكو على بغداد.