وقد يقال إنها زلة لسان لا تستحق كل هذا التفصيل، وهو قول مقبول لولا سوابق للدكتور حفظه الله تؤكد أن الزلل في أسلوبه من الوقائع التي لا يكاد يسلم منها مقال له.. وبين يدينا الآن واحدة منها ننقلها إلى القارئ من مقالة القيم في (الخلاف بين صاحب العمل والعامل..) الذي سنعرض بعض هفواته في هذا التعقيب وذلك في قوله: "لأن هذا الصراع يعود إلى شحن النفوس بالبغضاء والكراهية ضد بعضها بعضاً"[١] , وبقليل من الانتباه يتضح ألا وجه لنصب (بعضاً) وكان الصواب أن يقول "بعضها ضد بعض".
٢ – ومن ملاحظات المفكرة ننتقل إلى مقاله في (الوعي الإسلامي) فنسجل أولا تقديرنا العميق لمعظم الجوانب التي يتناولها, وكم كنا نود لو استقام له الطريق فتجنب تلك الزلقات التي شوهت من محاسن البحث.
أ – يعدد الدكتور وجه الإنفاق بنظر القرآن الكريم فيحدد الإسراف المنهيّ عنه في قوله تعالى:{وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}(الأنعام: ١٤١) بأنه الإنفاق في محرم ولو كان قليلاً كالإنفاق في الخمر والزنا وفي سبيل موالاة الأعداء.
وهو بذلك يقيد مفهوم الإسراف في حدود الكبائر وحدها، بخلاف ما نجده في القرآن الكريم من اختلاف دلالات هذا اللفظ حسب القرائن، وبديهي أن مفهوم الإسراف في قوله تعالى:{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا}(الأعراف: ٣١) } هو غير مفهومه في قوله الآخر {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}(غافر: ٢٨) .