الأول: التعليل لقضاء ما أفطر فيه المريض والمسافر من رمضان، فإن العلة في القضاء هي أن يكمل المؤمن عدة صوم رمضان, فيصوم تسعة وعشرين يوماً أو ثلاثين، فيثاب ثواب من صام كل رمضان ولم يفطر فيه، وهذا خير عظيم وفضل كبير حيث أيام القضاء وهي قطعاً من غير شهر رمضان بانضمامها إلى عدة أيام رمضان تصبح ذات فضل وأجر كأنما هي من شهر رمضان.
والثاني: التعليل لهداية الله تعالى لهذه الأمة إلى أكمل الشرائع وأحسنها، وأجلها وأعظمها مع التوفيق للأخذ بها والعمل بما فيها، مما يبعث على تكبير الله تعالى وتعظيمه، فالقلوب تستشعر عظمة الله تعالى من عظمة علمه وتشريعه، والألسن تلهج بذكره وتكبيره: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر ولله الحمد.
والتعليل الثالث: فإنه مسوق لكل ما تقدم من الإنعامات الإلهية على هذه الأمة، فالله تعالى يَخْلُق ليذكر ويُنعِم ليُشكَر، وتلك الغاية التي من أجلها خلق الخلق، فإنه ما خلق ولا رزق ولا أكرم ولا أنعم إلا ليذكر بذلك ويشكر فيما أنعم تعالى على هذه الأمة المسلمة من جزيل النعم، وعظيم الامتنان أعدها لشكره, وهو الشكور الحليم.
ج- استخراج أحكامها:
إنّ هذه الآية الكريمة المباركة تعدّ من آيات الأحكام لاحتوائها على عدة أحكام شرعية منها:
١- وجوب صوم رمضان الدال عليه قوله تعالى:{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} .
٢- وجوب ترائي هلال رمضان؛ إذ صيام رمضان يتوقف على رؤية هلاله، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
٣- الرخصة في الإفطار لمن لا يطيق الصيام لمرض أو لكبر سنّ، ولمن تلحقه مشقة السفر، أو حمل أو إرضاع الدال عليه قوله تعالى:{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر} .
٤- وجوب قضاء ما أفطر فيه صاحب الرخصة لقوله تعالى:{فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر} .