الأول: أن يظهر منه الكفر البواح أي الظاهر الواضح لقوله صلى الله عليه وسلم:"إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان ".
الثاني: أن يكون للمسلمين شوكة [٢٠] ، وقوة تمكنهم من خلع الكافر ونصب المؤمن بدون إراقة دماء المسلمين، وإزهاق أرواحهم.
الحلم والأناة فيه: أي في العمل الإصلاحي الذي يقوم به الفرد في الجماعة الإسلامية، إذ الحلم والأناة خصلتان يحبهما الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وضد الحلم والأناة سرعة الغضب، والعجلة بالمؤاخذة، وهما مضران بصاحبهما، مفوتان عليه كثيراً من فرص الهداية والإصلاح، وعليه فليكن الفرد في الجماعة حليماً لا يغضب على من يجهل عليه، أو يسيء إليه، ولا يبادره بالمعاقبة والمؤاخذة، ذا أناة لا يستعجل النتيجة إذا عمل، ولا يسارع في إصدار حكم بقول أو عمل، وليكن بعيداً عن التسرع، ومظاهر النزغ والطيش، إذ لا يصلح لهداية الناس، وإصلاحهم إلا من كان أكمل منهم هداية، وأقدرهم على إصلاح.
الحكمة والتنظيم والعلم:
إن الحكمة في العمل الإصلاحي ضرورية، وحقيقتها: هي إعطاء كل شيء ما يناسبه، ووضع كل شيء في المكان اللائق به، وبها يكون السداد في الأمور، والإصابة للأغراض، والوصول إلى الغايات بقليل من الكلفة، واليسير من المشقة، ولا تتم لعبد إلا إذا كان قد أشبعت روحه بعلم الكتاب والسنة، إذ الحكمة فيهما، وهما مصدرها، ولا تطلب إلا منهما.