يقول الإمام الشوكاني بعد أن ساق كثيراً من أدلة الفريقين:"والحق عدم وجوب العمرة لأن البراءة الأصلية لا ينتقل عنها إلا بدليل يثبت به التكليف ولا دليل يصلح لذلك، لا سيما مع اعتضادها بما تقدم من الأحاديث القاضية بعدم الوجوب ". [٤]
وإذا كان معنى إتمام الحج والعمرة إتمام أفعالها بعد الشروع فيهما، فما معنى أن يكون هذا الإتمام لله؟ ؟ .
إن هذا تأصيل لقاعدة إسلامية تنبني عليها حياة الإنسان المسلم، تلك القاعدة هي الإخلاص لله في السر والعلن، وطلب مرضاته في كل قول وفعل، وفي كل حركة وسكون، وتفسيراً لهذا الإخلاص في أداء الحج والعمرة نجد كثيراً من عبارات أئمة السلف منها قول مقاتل:"إتمامهما ألا يستحلوا فيهما مالا ينبغي"ومنها قول بعض أهل العلم:"إتمامهما: إنفاق الحلال الطيب في سفرهما"ومنها ما روي عن علي وابن عباس وسعيد بن جبير وطاووس أنهم قالوا:"إتمامهما أن تحرم من دويرة أهلك"، وقريباً من هذا ما روي عن سفيان الثوري أنه قال:"إتمامهما أن تحرم من أهلك لا تريد إلا الحج والعمرة، وتهل من الميقات، ليس أن تخرج لتجارة ولا لحاجة حتى إذا كنت قريباً من مكة قلت: لو حججت أو اعتمرت".
يقول ابن كثير عليه رحمة الله:"وذلك يجزي ولكن التمام أن تخرج له لا تخرج لغيره"[٥] .