للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١) زعمت الشيعة أن علياً رضي الله عنه لم يبايع عثمان وبعضهم قال: بايع كرهاً ولفقوا عدة روايات لتأييد زعمهم هذا وقبل أن نذكر الروايات التي لفقوها وقبل أن نذكر خلاصة بيعة عثمان وأمر الشورى على الوجه الذي رواه الثقات العدول فنقول: لما طعن عمر رضي الله عنه جعل الأمر بعده شورى فيمن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راض عنهم وهم علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف فجعل الأمر في هؤلاء الستة يختارون واحداً منهم وتم ذلك لعثمان رضي الله عنه وبايعه بقية أهل الشورى ومنهم علي وجميع المهاجرين والأنصار دون أي خلاف أو تردد صح ذلك من وجوه متعددة مشهورة في كتب التاريخ المعتمدة ومروية في الصحيحين وغيرهما مثل ما رواه البخاري [٢] في صحيحه عن عمرو بن ميمون وذكر القصة بطولها وقال فيها:"فقالوا: أوص يا أمير المؤمنين استخلف قال: ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر- أو الرهط- الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض. فسمى علياً وعثمان والزبير وطلحة وسعداً وعبد الرحمن. وقال: يشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء- كهيئة التعزية له. وساق بعد ذلك وصية عمر برعيته وقصة دفنه إلى أن قال:"فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم فقال الزبير: قد جعلت أمري إلى علي فقال طلحة: قد جعلت أمري إلى عثمان وقال سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف فقال عبد الرحمن بن عوف: أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله فيه والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه فأسكت الشيخان.