للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووصف حالته الجاهلية بأن أباه كان فظا يقول عنه. يدئبني إذا عملت ويضربني إذا فصرت ثم يتمثل يقول ورقة أو غيره.

يبقى الآله ويودى المال والولد

لا شيء مما ترى تبقى بشاشته

والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا

لم تغن عن هرمز يوما خزائنه

والإنس والجن فيما بينها ترد

ولا سليمان إذ تجرى الرياح له

من كل أوب إليه راكب يفد

أين الملوك التي كانت نوافها

لابد من ورده يوما كما وردوا

حوض هنالك مورود بلا كذب

هذا وقد نسب إلى الفاروق شعر قليل كقوله:

أبر وأوفي ذمة من محمد

وما حملت ناقة فوق رحلها

وأعطى لرأس السابق المتجرد

وأكسى لبرد الخال قبل ايتذاله

وكان الفاروق رضي الله عنه ناقدا مرهف الإحساس. إلا أنه كان كثيرا ما يحاول تطييب خوطر النهجوين ولو كان الهجاء بينا. ثم يأخذ لهم حقهم ممن تقول عليهم. من ذلك حديثه مع بني العجلان عندما شكوا إليه هجاء النجاشى. ومن هذا الهجاء قوله:

وتأكل من كعب بن عوف ونهشل

تعاف الكلاب الضاريات لحومهم

فقال الفاروق كفى ضياعا من تأكل الكلاب لحمه فقالوا إنه قال:

ولا يظلمون الناس حبة خردل

قبيلة لا يغدرون يذمة

فقال فاروق ليت آل الخطاب كذلك.. فقالوا هجانا، قال ما أسمع ذلك قالوا فاسأل حسان. فأجاب حسان. ما هجاهم ولكن سلح عليهم [١٥] .

فالفاروق كان يعرف أنه هجاء جلى ولكنه حاول أن يستل الآلام من صدورهم فلما تمسكوا بحقهم عاقب لهم شاعرهم وحقا فقد كان الفاروق رضي الله عنه فضلا عما نسب إليه من الشعر ومن تشجيعه له. من أنقد أهل زمانه ومن أبلغ الناس.

قال ابن عباس

بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبعض أصحابه يتذاكرون الشعر.. إذا أقبلت، فقال عمر. قد جاءكم أعلم الناس به ثم قال: من شاعر الشعراء؟