على أن ثمة فجوة في تتبعه جرائر أولئك الشياطين ما كان ينبغي أن يغفلها كما فعل، وأريد بها تسلل أولئك المفسدين إلى الفكر العالمي عن طريق المؤسسات السرية التي خدعوا بها (العميان) من مختلف الشعوب، حتى جروهم مخدرين إلى الكدح لتنفيذ ما خططوا له من اغتصاب فلسطين، ومثل الدكتور الظاظا في تخصصه وبعد نظره لا يتوقع أن يجهل دور الماسونية وعصائب النور والروتاري وما إليهن من فخاخ اليهود في قيام إسرائيل.. ولا سيما بعد الخطاب الذي تلقاه أخيراً مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس من كبير محافل الماسونية في الولايات المتحدة والذي يعرض على المجلس مئة مليون دولار، مقابل التخلي عن المسجد الأقصى، ليعيدوا كمانه هيكل سليمان. وقد فضح أمر هذا الخطاب في بعض الصحف فضيلة الشيخ عبد الحميد السائح أيام كان وزيراً للأوقاف والمقدسات الإسلامية في الأردن [١] .
ب- ويتوسع الكاتب في الاستدلال على ما ذهب إليه من عربية أبي الأنبياء عليه السلام فيقول في المقطع نفسه: (والدليل على هذا أنه اختار موضعاً عربياً آخر لإقامة أول بيت وضع للناس، وكان اختياره هذا في قلب بلاد العرب وفي مكة المكرمة [٢] .
إن ههنا لدعوى خطيرة لا يملك الكاتب عليها من دليل سوى الظن الذي لا يغني من الحق شيئاً.. فإبراهيم في هذا الادعاء صاحب الفكرة في إقامة البيت العتيق، وهو الذي اختار مكة لتكون محج الناس إليه!.. ولن يجد القارىء عذراً لمفكر مسلم يسمح لنفسه بارسال مثل هذه الأحكام وأمامه كتاب الله ينطق بالحق، فيقرأ فيه قوله سبحانه وتعالى {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} .