للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على ذقن أو قارعاً سن نادم

فلم أر إلا واضعاً كف حائر

وثالثهم أبو المعالي الجويني يقول:"يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به. وقال عند موته: لقد خضت البحر الخضم وخليت أهل الإسلام وعلومهم ودخلت في الذي نهوني عنه والآن إن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لابن الجويني وهأناذا أموت على عقيدة أمي أو قال: على عقيدة عجائز نيسابور" (يعنى الفطرة) .

ويحكى عن بعض تلامذة فخر الدين الرازي:"واسمه شمس الدين الخسر وشاهي يحكى عنه أنه قال لبعض الفضلاء وقد دخل عليه يوماً: ما تعتقد؟ قال: ما يعتقده المسلمون فقال الخسر وشاهي: وأنت منشرح الصدر لذلك ومستيقن به؟ فقال: نعم فقال: اشكر الله على هذه النعمة، ولكني والله ما أدري ما أعتقد. والله ما أدري ما أعتقد. والله ما أدري ما أعتقد ثلاث مرات وبكى حتى أخضل لحيته"، ثم لنسمع الأبيات الآتية: لابن أبي الحديد الفاضل المعروف بالعراقي وهو يذم علم الفلسفة ويرى أن تسميتهم إياه بالنظر غير صحيحة فلنسمع نص كلامه:

حار أمري وانقضى عمري

فيك يا أغلوطة الفكر

ربحت إلا أذى السفر

سافرت فيك العقول فما

أنك المعروف بالنظر

فلا حيا الله الأولى زعموا

خارج عن قوة البشر

كذبوا أن الذي ذكروا

ونختتم هذه النقول بحكايتين قصيرتين ولكنهما خطيرتان: