إن إقامة الصلاة في مجتمعنا الإسلامي الطاهر الحر لهو أكبر مظهر من مظاهر القوة والنظام والوحدة واحترام الواجب, فإنه بمجرد أن يعلن عن دخول وقت الصلاة: حي على الصلاة, حي على الفلاح, الله أكبر, الله أكبر, لا إله إلا الله, تتوقف الحركة, ويسكن العمل, ويهرع أفراد الشعب إلى المساجد القائمة هنا وهناك, في كل شارع من شوارع المدينة, وساحة من ساحاتها, يهرع الكل لأداء أكبر طاعة لله المعبود الحق, تكسبهم شحنة جديدة من الإيمان, يقوون بها على العمل المثمر النافع, ويترفعون بها عن الدنايا والرذائل, وعن كل سلوك شائن يحفظ المجتمع الإسلامي بطابعه الخاص من الطهر والصفاء والقوة والنشاط والوحدة والنظام. ومن هنا كانت إسلاميتنا تعتبر الفرد الذي يترك الصلاة عضوا فاسدا في المجتمع الإسلامي, يعالج فورا فيبرأ وإلا يبتر؛ خشية سرايا الفساد لبقية الأعضاء الصالحة, وذلك حفاظا على طهارة المجتمع وقوته ونظامه..
٣- الزكاة:
مبدأ الزكاة في إسلاميتنا قائم على تحقيق هدفين عظيمين:
أولهما: تطهير نفس المؤمن من رذيلة الشح والبخل وداء الشره والحرص والطمع وعبادة المادة ,وهي أدواء خطيرة متى تأصّلت في الفرد سلبته كل معاني الإنسانية الكريمة, وصيرته حيواناً تافها, لا يرجى منه خير لنفسه, ولا لأفراد مجتمعه.