- فقد شكا أهل خيبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المسلمين يقعون في حرثهم وبقلهم [٤] بعد الصلح؛ فأمر رسول الله عليه الصلاة والسلام بجمعهم، ثم قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:"إن يهود شكوا أنكم وقعتم في حظائرهم، وقد أمناهم على دمائهم وعلى أموالهم التي في أيديهم من أراضيهم وعاملناهم [٥] ، وإنه لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها"؛ فكان المسلمون لا يأخذون من بقلها شيئا إلا بثمنه.
- وروى ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث إلى أهل خيبر عبد الله بن رواحة خارصا [٦] بين المسلمين ويهود؛ فيحرص عليهم؛ فإذا قالوا: تعديت علينا، قال: إن شئتم فلكم وإن شئتم فلنا؛ فتقول يهود: بهذا ما قامت السموات والأرض.
- وروى البخاري بسنده.. إلى أبي سعيد الخدرى وأبي هريرة أن رسول الله استعمل رجلا على خيبر فجاءه بتمر جنيب [٧] ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أكل تمر خيبر هكذا؟ "، قال:"لا والله يا رسول الله! إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين، أو الصاعين بالثلاثة"، فقال:"لا تفعل! بِع الجميع بالدراهم، ثم ابتع [٨] بالدراهم جنيبا".
أفبعد كل هذا يموه المتعصبون من المستشرقين على الناس، ويتهمون رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين بأن الذي دفعهم إلى غزو خيبر إنما هو لرغبة من الحصول على المال؛ {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِباً} !.