للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعتبر الصوم في إسلاميتنا أكبر عامل في تقوية أفراد مجتمعنا الإسلامي, وتهذيب شعورهم, وترقية أرواحهم, وإرهاف إحساساتهم, وتنمية عواطف الخير فيهم, وإعداد كل فرد منهم لأن يكون قويا في إرادته, وعزمه, وتصميمه, لا تشوبه المغريات, ولا تستميله الشهوات, صبورا عند الشدائد, لا تضعفه الأهوال, ولا تثنيه عن عزمه الويلات والمخاوف. كما أنّ مبدأ الصوم في إسلاميتنا يساعد على رفع مستوى الصحة العام في الأمة, أو صوم شهر في السنة تقاوم به سائر الفضلات والرواسب في البطن, والتي تنتج عادة عن استمرار عملية الأكل والهضم. كما أن الصوم مقاوم لتضخم السمن وامتلاء البطن بالشحم؛ الذي من شأنه أن يقلل من نشاط الفرد, ويضعف من سرعة حركته عند مزاولة أعماله, والقيام بواجباته في الحياة, مثل ما أن الصوم من الناحية الاجتماعية من أهم عوامل تعويد الأمة الاتحاد والنظام وتحقيق مبدأ المساواة, يتجلى ذلك في إمساك الأمة في لحظة واحدة من أول النهار, وإفطارها في لحظة واحدة من آخر النهار, لا فرق بين غنيها وفقيرها, ولا بين شريفها ووضيعها, أو قويها وضعيفها؛ إذ الكل أمام هذا الواجب متساوون, لا ميزة لأحد منهم على الآخر.

٥- الحج:

إنّ ما يحققه الحج إلى بيت الله الحرام من مكاسب كبيرة, ومنافع عديدة للأمة المسلمة لا يمكن حصره, وإنما يمكن الإشارة إلى بعض مكاسبه ومنافعه فيما يلي:

١- مغفرة ذنب المؤمن وتكفير ما ألم به من سيئات, تحت تأثير ضعفه وعجزه الأصيل, وإخفائه أحيانا في مقاومة قوى الشر المختلفة, والمحدقة به من كل جانب, وفي كل زمان ومكان, قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حج ولم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".