التلميذ: أجل رأيت سياط التعذيب تنصب على ياسر وسمية وبلال وزنيرة وإخوتهم من المؤمنات والمؤمنين.
الشيخ: ولعلك لم تنس بعد تلك الألوان الأخرى من المنع تتجلى في دعاية أبي لهب وأبي جهل والنضر بن الحارث الذي حاول صرف الناس عن كتاب الله إلى أساطير الأمم!
التلميذ: ذلك الغوي الذي روى الله في القرآن قوله الوقح: {سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّه}
الشيخ: هو نفسه. أتذكر موقف قريش من الأعشى الشاعر يوم قدم مكة راغبا في الإسلام أنزل الله؟
التلميذ: ذلك الذي يقول عن ناقته وهو يمدح رسول الله:
فآليت لا ارثي لها من كلالة
ولا من حفي حتى تزور محمدا
نبي يرى ما لاترون، وذكره
أغار لعمري في البلاد وانجدا..
الشيخ: ذاكرة مسعفة، فهل تذكر كيف صدته قريش عن الإسلام؟
التلميذ: لا أستطيع نسيان تلك الوسيلة الخسيسة، التي عمد إليها بعض المشركين يوم ذاك، إذ اعترضوا طريق الشاعر يحاولون تنفيره من الإسلام، بذكر ما يحرمه من الفجور والشرور.
الشيخ: ردوه عن بغيته أخيرا؟
التلميذ: قالوا له: "ولكن محمدا يحرم الخمر.."فأوجس المسكين خيفة.. وقال:"أما هذه فوالله إن في النفس منها لعلالات، وإني منصرف فأتروى عامي هذا، ثم آتيه فأسلم.."الخ
هذا الحوار الذي يعدد نماذج من الصد عن سبيل الله، كالحيل النفسية أو (الدعاية الفكرية السيكولوجية) التي تعتبر أشد الوسائل الإبليسية أثرا في القلوب الهشة والعقول الغضة، إذ سرعان ما تستهويها ببهرج القول.. إنها نماذج مشوهة، كثيرا ما نصطدم بها في حياتنا اليومية!..ومن الصد عن سبيل الله تحويل المجتمع إلى سجن كبير، يفرض على سجنائه ألا يقرأوا إلا ما يكتبه سجانهم، ولا يأكلوا إلا ما يقدمه لهم، ولا يتحركوا إلا في الاتجاه الذي يحدده لهم!..واستمع معي إلى هذا الحوار الرائع: