للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١- القول بأنها جنة الخلد الذي وعد الله عباده المؤمنين يوم القيامة، هو الذي فطر الله عليه الناس صغيرهم وكبيرهم، ولم يخطر بقلوبهم سواه، وأكثرهم لا يعلم في ذلك نزاعا.

٢- ورد في صحيح مسلم من حديث أبي مالك عن أبي حازم عن أبي هريرة، وأبي مالك عن ربعي عن حذيفة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجمع الله تعالى الناس، ويقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة؛ فيأتون آدم عليه السلام فيقولون: يا أبانا! استفتح لنا الجنة؛ فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم.." وذكر الحديث. قالوا: وهذا يدل على أن الجنة التي أخرج منها هي بعينها التي يطلب منه أن يستفتحها، وفي الصحيحين حديث احتجاج آدم وموسى، وقول موسى لآدم: أخرجتنا ونفسك من الجنة. ولو كانت في الأرض فهم قد خرجوا من بساتين فلم يخرجوا من الجنة. وكذلك قول آدم للمؤمنين يوم القيامة: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم، وخطيئته لم تخرجهم من جنات الدنيا.

٣- قال الله تعالى: {وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} ؛ فهذا يدل على أن هبوطهم كان من الجنة إلى الأرض من وجهين:

أحدهما: لفظة {اهْبِطُوا} ؛ فإنه نزول من علو إلى أسفل.

ثانيهما: قوله: {وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ} عقب قوله: {اهْبِطُوا} ؛ فدل على أنهم لم يكونوا قبل ذلك في الأرض، ثم أكد ذلك بقوله في سورة الأعراف: {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} ، ولو كانت الجنة في الأرض لكانت حياتهم فيها قبل الإخراج وبعده.