وهذا كتاب ربنا وشريعة نبينا نور وهدى وبصائر لمن استمع إليهما، وفيهما كل الخير والفلاح في كل زمان وأمة ومكان، فلنأخذ بهما، ولننبذ كل ما يخالفهما، والله تعالى كفيل بنصرنا على أعدائنا} وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ {,} إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} .
ذلك هو العدو الداخلي، وهذا طريق الخلاص منه، والانتصار عليه، فهل نحن سالكون هذا الطريق المشروع الآمن؟ نرجو من الله التوفيق له.
أما العدو الخارجي، فاعلموا أيها الإخوان أن أعداء الإسلام كثيرون، قد أجمعوا مع تفرقهم في النحل والمذاهب والآراء على الكيد للإسلام، وكتابه ورسوله، ودعوته، وبلاده، وحاضره، ومستقبله بمختلف الوسائل بحنق وغيظ وتدبير وخطط مرسومة.
فهناك الصهاينة الباغون يدبرون للإسلام منذ قرون أسوأ التدبير وأخفاه سعياً وراء تفتيت الجماعة الإسلامية, وإشعال نار الفتن بين المسلمين، والفرقة والاختلاف في كل مهامهم، بأساليب شتى لا يتسع هذا المقام لشرح تفصيلها.
وإنما أذكر وسيلة واحدة خفيت حقيقتها على كثير هي (الإخاء الماسوني) فقد أنشئوا نظام الماسونية، وأقاموا له فروعاً في أكثر الدول، وشكلوا جمعياته فيها، ووضعوا له نظماً، واصطلاحات ورسوماً، يتعارف بها الأعضاء المنتسبون له من كل دولة، وأهم مبادئه الإخاء بين جميع الأعضاء مهما اختلفت دياناتهم وجنسياتهم وبلادهم، فيصبح الماسوني أخاً للماسوني، يضحي في سبيله بكل غال، ويعاونه بكل وسيلة، ويحقق أغراضه مهما تعارضت مع دينه أو وطنه أو أخلاقه، فاليهودي يتآخى مع المسلم، والمسلم يتآخى مع المسيحي، والمسيحي يتآخى مع الملحد، وكلهم إخوة متناصرون، يُضحُّون في سبيل هذه الأخوة بكل شيء، وبذلك تحل الرابطة بين المسلم وأخيه المسلم إذا تعرضت مع الأخوة الماسونية، ويحل محل رابطة الإسلام وأخوته التي شرعها الله تعالى رابطة الماسونية الأثيمة.