وقد اغتر بهذه الدسسية بعض القدامى، فانخرطوا في سلك الماسونية ومجامعها الدولية بسلامة نية, وحسبوها أخوة بريئة بين الإنسان وأخيه الإنسان، وتورَّطوا فيها كثيراً، والحمد لله قد خفّت وطأتها نوعاً حيث ظهرت العداوة أخيراً في وضح النهار، وقد كانت في أول الأمر خفية متوارية أبان الضعف والتدبير.
هذه إحدى مكائد الصهيونية العقائدية والاجتماعية.
واليهود كما تعلمون قوم بهتٌ يأكلون السحت، ولا يعيشون إلا بالحرام، ولا يبالون في سبيل المال بشيء من الدين أو الأخلاق أو حرمة الأعراض، فهم عبّاد المال أينما وجد، وبأي طريقة اكتسب، وهم يساكنون المسلمين في بلادهم منذ القدم قبل أن يحتلون فلسطين ويكوِّنوا لهم دولة, فنشروا الربا بين المسلمين، وأغروهم بمكاسبه الهائلة، فتبعهم من ضعُفَ إيمانُه وخلقُه من المسلمين. واليهود في كل العالم ملوك المال، القابضون بأيديهم على زمام الاقتصاد، حتى في أميركا فبه يتحكمون, ويملون سياستهم على كثير من الدول والبلاد والأشخاص ما في ذلك شك، ذلك بعض خطر اليهود، والاحتياط منه ودرؤه عن المسلمين أن يأخذوا بكتاب الله في تحريم الربا بجميع صوره وأشكاله، وفي آداء حق المال لمن يستحقه كما أمر الله تعالى.
وبذلك تنقطع مادة من أعظم مواد الشر والفتنة التي يقيمها اليهود وأقاموها من قديم في بلاد الإسلام.
وهذا كتاب ربنا بين أيدينا في هذا المجال صريح فيه وعلاج شاف لمن يبغيه.
أما المسيحيون وهم العدو الثاني فقد مثلوا دورهم في الكيد للإسلام، وإيذاء المسلمين بصور شتى, منها فتنة التبشير في البلاد الإسلامية (كما يسمونه) لإدخال المسيحية فيها وإبعاد الراغبين في الإسلام عن الإسلام.