للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما كانت أوائل المائة الثاني وعصر أوساط التابعين بعد الخمسين والمائة - وفيها كان أتباع التابعين، وظهرت الفرق السياسية وانتشرت النحل والعصبية، وزاحمت الثقافات الأعجمية المعارف الشرعية، وظهر من يتعمد الكذب، ترويجا لبدعته وانتصارا لمذهبه ونحلته - فاضطر العلماء الجهابذة من علماء الجرح والتعديل إلى اتساع النظر والاجتهاد في التفتيش عن الرواة ونقد الأسانيد, فتكلم شعبة ومالك ومعمر، ثم ابن المبارك وابن عيينة، ثم يحي بن سعيد القطان وتلامذته كعلي بن المدني ويحي بن معين.

وتكلم من علماء المائة الثالثة أحمد بن حنبل، وما نقله تلاميذه في أسئلتهم له ومحاورتهم معه، ومن أعظم ثمرات تلك المحاورات كتاب المسائل التي وجهها إليه تلميذه أبو داود السجستاني، فهو جامع شامل نافع، وأيضا رسالة أبي داود السجستاني إلى أهل مكة في ببان طريقته في سننه الشهيرة، وتعليقاته على أحاديثها التي تعتبر النواة لعلوم الحديث، وما كتبه تلميذ أبي داود أبو عيسى الترمذي الحافظ في كتابه "العلل المفرد"في آخر جامعه، وما بثه في الكلام على أحاديث جامعه في طيات الكتاب من تصحيح وتضعيف وتقوية وتعليل.

وللإمام البخاري التواريخ الثلاثة، ولغيره من علماء الجرح والتعديل من معاصريه ومن بعدهم.

- يتبع -


[١] انظر كشف الظنون في أساس العلوم والفنون
[٢] الآية ٦٧ من سورة المائدة
[٣] آية ٧ من سورة الحشر
[٤] الآية ٦٥ من سورة النساء
[٥] الآية ١٠ من سورة النجم، وانظر الحديث والمحدثين للشيخ أبي زهو.
[٦] انظر سنن أبي داود جـ ٢ ص ٥٠٥ كتاب السنة باب فما لزوم السنة ط ا.
[٧] الحجلة بفتحتين: واحدة حجال العروس، وهى بيت يزين بالثياب والأسرة والستور اهـ. مختار الصحاح ص١٢٤ط٧.