ولقد شاع هذا السؤال، حتى وإن بعض المنظمات الإلحادية العالمية قد حاولت أن توصد الباب أمام الإجابة على هذا السؤال فطبع أكابر مجرميها نشرات تشمل إنكارا صريحا للخالق سبحانه، يوزعها شباب مخنفس، وشابات محنفسات، حصلت على بعضها عندما ابتعثتني الجامعة الإسلامية للدعوة إلى الله تعالى في صيف عام ١٩٧٦م باستراليا، وأنا أمرّ بأحد شوارع مدينة (سيدني) ، أكبر مدن وموانئ استراليا وعاصمتها السابقة.
وقد حملت هذه النشرات هراءً في عناوين إلحادية خطيرة باللغة الإنجليزية، ترجمتها ما يأتي:
"ليس هناك إله.. ليس هناك حق.. ليسر هناك قواعد.. ليس هناك قيود؛ دعنا نحصل على الفوضوية، ليس هناك شيىء صحيح.. ليس هناك شيىء خطأ.. ليس هناك شيىء له معنى.. ليس هناك شيىء كامل"؛ فضلا عن ذلك فإن تلك النشرات تحمل دعوات صريحة للتحلل والدعارة".
وينشط أولئك المخنفسون في توزيع تلك النشرات في الطرقات على أكبر عدد ممكن من الناس.
وهذا أمر خطير جدا يجب أن يجابهه المسلمون بكافة الوسائل المضادة التي تقضي على هذه الأفكار الخبيثة المدمرة.
إن الطبيعين مع ادعائهم الثقافة والمعرفة، ومع تخرج كثير منهم في الجامعات - بل إن منهم من حصل على درجات الماجستير والدكتوراه - ملأت قلوبهم تلك الشبهة؛ شبهة الطبيعة؛ فأصبحت إلههم المزعوم، وإذا سألتهم من خلق السموات والأرض أجابوا: الطبيعة، ومن خلق الشمس والقمر والنظم وسيرها هذا السير المحكم البديع؟ أجابوا: الطبيعة، ومن خلق الإنسان في أحسن تقويم؟ أجابوا: الطبيعة، ومن خلق النباتات والحيوانات؟ أجابوا: الطبيعة.
ومن خلق الماء الذي لا يستغني عنه مخلوق؟: أجابوا الطبيعة.
ومن يدبر أمر هذا الكون؟ أجابوا: الطبيعة.
ونحن نسأل هؤلاء: ما معنى الطبيعة التي ينسبون إليها كل هذا الخلق؟