أنه بعد أن ألان إبراهيم جانبه لوالده وعرض عليه دعوة الله تعالى في لطف وظرف وأدب ازداد ع ت وآزر وظهر إصراره على كفره، وعدم تراجعه عن موقفه العدائي لإبراهيم داعي الله تعالى الأمين. هنا تغير موقف إبراهيم إزاء آزر فاتسم بنوع من الشدة والصرامة فقال ما قصه الله تعالى في كتابه من سورة الأنعام:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} وفي هذا تصريح كامل بتضليل آزر وقومه خالٍ من كل مواربة أو مجاملة.
ورأى إبراهيم عليه السلام أن يسلك في هداية قومه طريق الوقوف بهم على مظاهر الكون وآيات الله فيه ليريهم خطأهم في عبادة غير الله تعالى من تلك الأصنام التي لا تخلق شيئا ً ولا تنفع ولا تضر أحداً علهم يثبون إلى رشدهم ويعودون إلى عبادة ربهم الحق الذي خلقهم ورزقهم ويميتهم ثم يحييهم وهو على كل شيء قدير.