للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن إبراهيم القدوة نقول: إن إبراهيم بمواقفه البطولية المشرفة تأهل لأن يكون قدوة لمن جاء بعده من أهل الإيمان والصلاح. وحسبنا في ذلك أن يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَه} .

فقد جعل الله تعالى إبراهيم قدوة لأهل الإيمان يقتدون به في شتى مواقفه التي نجملها فيما يلي: في توحيد الله، في البراءة من الشرك وأهله، في الهجرة في ذات الله، في الصبر على طاعة الله، في الوفاء بكل التزام لله.

ضرب إبراهيم المثل في كل هذه الجوانب من حياة الإيمان والإسلام والإحسان فأصبح مثالا ً يحتذى، وقدوة صالحة بها يقتدى.

٧- إبراهيم الرحمة:

وعن إبراهيم الرحمة نقول: إنه لا أدل على رحمة إبراهيم التي غلب وصفها عليه حتى أصبح يعرف بها من أن يبتليه ربه تعالى بذبح ولده إسماعيل، لأنه ابتلاء يرفع المبتلى إلى درجة الخلة يكون أقسى أنواع الإ بتلاء، وأ شده. فالأمر بذبح فلذة الكبد امتحانا ً لرجل عرف بالرحمة القلبية حتى كان ينادى بالأب - الرحيم، دال على رحمة إبراهيم وشاهد صدق عليها.

ومن مظاهر رحمة إبراهيم قوله وهو يناجي ربه: فمن تبعني فإنه منى، - ومن عصاني فإنك غفور رحيم. فإن في قوله: فأنت غفور رحيم تلويحا ً أشبه بتصريح بأن يقول ومن عصاني فيما هو غير الشرك والكفر فاغفر له وأرحمه، فإنك غفور رحيم.

٨- إبراهيم الأمة: