للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً} . ففي قوله عليه السلام ستجدني إن شاء الله من الصابرين تلطف كبير واستعطاف عظيم لعبد الله خضر في أن يسمح له بالسير معه والطلب عنه وفي قوله: {وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً} من التواضع في طلب العلم مالا يقادر قد ر هـ، ولا يعرف كنه حقيقة إلا ذو البصيرة في هذا الشأن.

ونزيد حقيقة تواضع موسى في طلب العلم وضوحا ً فنقول: إن نبيا ً نجيا ً مكلما ً قائدا ً مسؤولا ً عن أمة بكاملها يذكر له أن عبدا ً من عباد الله أعلم منه فيتخلى على الفور عن كل مهامه وشرف منصبه، ويطلب الرحلة إلى من هو أعلم منه ليتعلم عن هـ، ويتحمل المشاق الصعاب في سبيل لقيه فإذا لقيه تواضع له إلى حد أن قال لي: إني لا أعصي لك أمرا ً، إذ لازم هذا القول أنه لو أمره بأعظم الأمور وأشقها على النفس لما تردد في القيام بها طاعة لأستاذه وتواضعا ً منه في طلب العلم وهكذا يكون طلب العلم وهكذا يكون طلابه....

إخلاصه وتوكله: