ما يلي [٦] :" قوله (مقل قنوع) مجروران على الوصفية، وضبط الشيخ أبو حيان (مقل قنوع) برفع (قنوع) على الإبتداء و (مقل) مقدماً خبره والمقل بضم القاف وتشديد اللام بمعنى القليل دخلت عليه باء الجر "اهـ.
ولقد نلاحظ على هذا النص ما يلي:
أولاً: قلاقة سياق الضبط إلى الشيخ أبي حيان من حيث ضم القاف في كلمة المقل فإنه لم يسمع فيها ومن حيث كون المقل بمعنى قليل، فإنه لم يرد في معاجم اللغة؛ ومن حيث دخول باء الجر على المقل فإنه غير موجودة في البيت برواية السابقة ولا محل لها فيه لانكسار وزنه بها. وقد رأيت بأخرة طبعة أخرى للأشموني وشرح شواهد العيني استبدل فيها قوله [٧] : (بضم الميم) بقوله في سياقنا السابق (بضم القاف) وهذا هو الإختلاف الفذ بين الطبعتين وباقي السياق متفق فيها ولا يبعد أن يكون هذا من عمل بعض النساخ، كأنه أراد أن يصلح به ضبط الكلمة على فرض أنها المقل دون أن يلتفت إلى بقية السياق؛ ولهذا ما كتب ناشرون في الهامش عند قوله:" دخلت عليه باء الجر "ما يلي: " هكذا نص العبارة في النسخة التي عندنا ".
فهذا يقوي ما ذهبنا إليه إن شاء الله تعالى.
ثانياً: الإعراب المنسوب إلى شيخ أبي حيان بهذه الرواية المثبتة غريب إذ فيه رفع (قنوع) على الإبتداء و (مقل) مقدماً خبره، ومحط الغرابة فيه أنه لا يتمشى مع المعروف المشهور عند النحاة في منع تقديم الخبر على المبتدأ حين يستويان في التعريف والتنكير بغير قرينة معينة كما ذكره ابن مالك في الألفية بقوله: