وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، مباركة أيضاً، وإذا ما تعلم المسلمون كتاب ربهم وسنة نبيهم، وعملوا بهما، محللين حلالهما، محرمين حرامهما، ومطبقين أحكامهما على حياتهم العامة والخاصة حصلت لهم بركة لا يتوقعونها، وقد حصلت لسلفهم يوم كانوا مؤمنين بهما حق الإيمان، أجل لو فَعَل المسلمون اليوم ذلك، لتغيرت حياتهم الجاهلية هذه، إلى حياة إسلامية مباركة، حياة الأمن والرفاهية، حياة الرحمة، يتمتعون فيها بالهيبة والمنعة والكرامة، يستردون فيها كل ما سلبوا من حقوقهم، المادية والمعنوية وتعود إليهم وحدة الصف، وينالون فيها النصر والغلبة، هذه هي البركة التي تتوقع من الإيمان بالكتاب والسنة، أما البركة التي معناها حصول الرزق الواسع للمنزل الذي يقرأ فيه القرآن الكريم، وصحيح البخاري، وأن ذلك المنزل سوف يسلم من الحريق، وتسلط العدو، ومفاجآت الثعابين وغير ذلك من حوادث الأيام، فتقول لهم: إن القرآن لم ينزل لهذا الغرض، ولا السنة أوحت إلى النبي بهذا الغرض، وعلى رسلكم – أيها القوم -!! وفي زعم هؤلاء (البركيِّين) : إن النصوص معزولة عن حياة المسلمين العامة والخاصة، وأن مصادر الأحكام هي آراء الرجال، وإليها المرجع، فعلى أهل كل مذهب أن يراجعوا آراء علماء مذهبهم، وإذا أرادوا معرفة حكم ما، وأن الدين كله هو ما في الكتب، التي هي عبارة عن (مجمع) آراء الرجال واجتهاداتهم واستحساناتهم وأقيستهم، وقد تقرأ بعض تلك الكتب، التي قد يعتبرها بعضهم (موسوعة علمية) من ألفها إلى يائها، ولا تكاد تمر بحديث واحد أو آية واحدة يستشهد بها المؤلف على حكم من الأحكام.