للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد يتهمني البعض بالمبالغة، إذا قلت إن هذا التعصب للمذاهب، هو الذي حال بين كثير من المسلمين وبين فهم السنة، كما يجب، وهو من أسباب تفوق المسلمين وتشتتهم، وبالتالي فهو من أسباب تخلف المسلمين، وتسلط أعدائهم عليهم، لأنهم خالفوا كتاب ربهم، الذي هو عزهم، وهو يناديهم بقوله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} [٤٣] حتى أصبحت الأمة الواحدة، كأصحاب ملل مختلفة، كل حزب بما لديهم فرحون، وقد صار لهذا التفرق الديني – إن صحّ التعبير – أثره السيئ في حياة الأمة الإجتماعية والسياسية، وإن ما تعيشه أمتنا – اليوم – من هذا التشتت الذي لم يسبق له مثيل، ومن التخاذل أمام أعدائهم، والهزائم المتلاحقة، والفجر عن إيجاد وحدة إسلامية، تجمع شتات هذه الأمة، كل ذلك من شؤم التعصب المذموم، الممزق للأمة، والله المستعان.

وقد تحدث غير واحد من أئمة المسلمين، عن أضرار التعصب المذهبي، وأعراض كثير من الناس بسببه، عن الكتاب والسنة، والإستغناء عنهما بالآراء، واخترت لحديثي هذا نبذة من كلام الإمام ابن قيم الجوزية، ثم اتبعه إن شاء الله بكلام شيخه، شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله.