وهي – على ما قرره المتخصصون – معلقة في الفضاء تشمل الماء بنسبة ثلاثة أخماس مساحتها، واليابس بنسبة خمس مساحتها ويحيط بها غلاف غازي يشمل على الغازات اللازمة للحياة، ويمتد حولها إلى ارتفاع كبير يزيد على ٥٠٠ ميل، يشتمل هذا الغلاف الغازي من الكثافة درجة تحول دون وصول ملايين الشهب القاتلة إلينا التي تنقض بسرعة ثلاثين ميلاً في الثانية. والغلاف الجوي المحيط بالأرض يحفظ درجة حرارتها في الحدود المناسبة للحياة، ويحمل بخار الماء من المحيطات إلى مسافات بعيدة داخل القارات حيث يمكن أن يتكاثف مطراً يحيي به الله الأرض بعد موتها، والمطر مصدر الماء العذب، ولولا تفضل الله بإنزاله لأصبحت الأرض صحراء جرداء خالية من كل أثر للحياة. وقد اختص الله تعالى الماء بخواص هامة تعمل على صيانة الحياة في المحيطات والبحيرات والأنهار خاصة عندما يكون الشتاء قارساً وطويلاً، فإن الماء يمتص كميات كبيرة من الأكسجين عندما تكون درجة حرارته منخفضة. وتبلغ كثافة الماء أقصاها في درجة ٤ مئوية، والثلج أقل كثافة من الماء مما يجعل الجليد المتكون في البحيرات والأنهار يطفو على سطح الماء لخفته النسبية، فيهيئ بذلك الفرصة لاستمرار حياة الكائنات التي تعيش في الماء في المناطق الباردة. وعندما يتجمد الماء تنطلق منه كميات كبيرة من الحرارة تساعد على صيانة حياة الأحياء التي تعيش في البحار.
أما الأرض اليابسة فهي بيئة لحياة كثير من الكائنات الأرضية. فالتربة تحتوي على العناصر التي يمتصها النبات، ويمثلها، ويحولها إلى أنواع مختلفة من الطعام يفتقر إليها الإنسان والحيوان. كما يوجد كثير من المعادن قريباً من سطح الأرض، مما هيأ السبيل لقيام الحضارة. وعلى هذا فالأرض مهيأة على أحسن صورة للحياة.