وكان الدعاة المسلمون في شبه القارة الهندية سواء العرب أو الهنود الذين تشبعوا بروح الإسلامية السمح مظهراً حياً يدعون إليه من الخلق القويم والأعمال الصالحة، حيث تأثر المدعوون بالقدوة الشخصية الحسنة، حتى أصبح الداعون محل احترام وتقدير لدى كل طوائف الأمة وكان هؤلاء الدعاة فاتحي القلوب، لا فاتحي البلاد. وكانت زوايا وتكايا هؤلاء الدعاة مراكز للزائرين الذين يترددون إليها للتزود بالإشعاع الروحي والخلقي، كما كانت الزوايا مظهراً للإنسجام الطائفي والأخوة الوطنية بين شتى الطوائف التي يتكون منها المجتمع الهندي الكبير ذو التاريخ العريق.
٣- نظرة الإسلام إلى الأديان الأخرى:
يقرر الإسلام مبدأ التسامح الديني والأخوة الإنسانية وعدم العنف والتعصب في الشئون الدينية بأي شكل من الأشكال بالآيات القرآنية الآتية:
ومما لا شك فيه أن بعض الحكام المسلمين استخدموا التشدد باسم الدين نحو اتباع الأديان الأخرى، أحياناً بمقتضيات أمن الدولة واستقرارها، وأخرى بدافع من المآرب الشخصية. وفي كلتا الحالتين فإن التعاليم الإسلامية والإرشادات القرآنية الصريحة كانت بريئة كل البراءة من أعمال هؤلاء، لأنهم استغلوا الدين للأغراض السياسية - عمداً أو جهلاً - فأصبحوا وصمة عار في تاريخ الدعوة الإسلامية التي لم تكتف بالدعوة إلى حرية العقيدة وحرية العبادة، بل دعت إلى التسامح في الدين والسياسة، وحرمت على المسلمين التعرض لدين الغير وحريته العقائدية.