وكانت عامة الناس تئن تحت وطأة آفتين اجتماعيتين هما: النظام الطبقي المتطرف الذي فرق شعباً واحداً إلى طبقات، وكذلك آفة الكهنة الذين انحدروا إلى أعمال الشعوذة والخرافات التي يرفضها العقل السليم. فلما وصل الإسلام إلى الهند لأول مرة، يدعو إلى العدالة الإجتماعية والمساواة الإنسانية والقوانين الفطرية التي هي الدعائم الثلاث لصرح الإسلام، وجد عامة الشعب الهندي فيها مخرجاً من الكابوس الإجتماعي البالي، فدخلوا في الإسلام أفواجاً.
وهذه هي الأسباب الرئيسية التي يرجع إليها الفضل الأكبر لانتشار الإسلام في الهند بسرعة وكثرة واستقرار جذوره في أرضها الخصبة وأصبح تاريخه جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الهند المديد.
ومن الوسائل الرئيسية التي اتبعها الدعاة المسلمون في الهند في سبيل نشر الدعوة الإسلامية في جميع المراحل:
أولاً:
القدوة الشخصية: اتخذ الدعاة، القدوة الحسنة الشخصية كوسيلة رئيسية في أداء رسالتهم نحو نشر التعاليم القرآنية والإرشادات النبوية في أفراد الأمة الهندية وجماعاتها. وتمسكوا بهذه الوسيلة اعتقاداً راسخاً منهم بأن إسداء النصح والأوامر بدون أن يكونوا هم القدوة الأولى لا يؤثر في القلوب ولا يؤدي إلى الهدف المطلوب. وهذه هي إحدى الميزات التي امتاز بها الدعاة المسلمون في شبه القارة الهندية. وكانوا دائماً مظهراً حياً لما يدعون إليه من الخلق القويم والأعمال الصالحة حتى يتأثر بها المدعوون بالقدوة الشخصية والسلوك الشخصي.