: الموعظة الحسنة: وهي الكلام اللين المشتمل على العظات التي يستحسنها السامع ويندفع للإستماع إليها وتقبلها. وكانوا يتمسكون في ذلك بإرشاد قوله تعالى:{وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}(فصلت ٣٤) فانجذب سكان البلاد إلى حظيرة الإسلام مقتنعين بصدق الدعوة وصدق الدعاة ومتأثرين بدين العدل والمساواة. نعم وقد وجدوا في هؤلاء الدعاة أخلاقاً بعيدة عن شوائب المآرب الشخصية أو المطالب الذاتية.
وثالثاً:
ابتعادهم عن المآرب السياسية: وكان الدعاة المسلمون الحقيقيون في الهند، في بعد تام عن ساحة الملوك وأصحاب السلطان كما كانوا يتبعون حياة الزهد والقناعة ولقنوا مبادئ الدين الحق للناس وعلموهم آداب الإسلام وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، وقد أدركوا جيداً أن الإهتمام بالسياسة والإختلاط بأصحابها يلهمهم عن مهمة الدعوة الخالصة وجذبهم إلى الحزازات الطائفية والإختلافات الداخلية فكرسوا جهودهم وأوقاتهم وطاقاتهم في أمر الدعوة، ولذا ارتفعت مكانتهم في قلوب الشعب وأصبحوا بعيدين عن نطاق التهم والشكوك.
رابعاً:
جهودهم الفردية: فكان الدعاة المسلمون يقومون بإرشاد الناس إلى طريق الحق وتلقينهم مبادئه بالإتصال الشخصي، حيث يخالطون الجماهير ويعاشرونهم ويجالسونهم، فيتأثر سكان البلاد بأخلاقهم الزكية وآدابهم العالية فاختاروا سبيل هؤلاء الدعاة المرشدين عن انشراح صدر وطيب نفس وأن ابتعاد هؤلاء المرشدين عن ساحات الملوك والحكام وأصحاب السلطان، قد أكد للشعب إخلاصهم في دعوتهم وبراءتهم عن أي مأرب سياسي أو مادي.