مخاطبتهم الناس بلغتهم وبقدر عقولهم: فكان هؤلاء الدعاة ينتمون إلى قسمين، قسم هاجروا إلى الهند واتخذوها مقراً لهم للدعوة إلى الله ونشر مبادئهم الروحية، وقبل أن يبدأوا مهمتهم تعلموا لغات القوم ودرسوا ظروفهم البيئية واتجاهاتهم النفسية وانحرافاتهم الخلقية، لكي يخاطبوهم بلسانهم وتصل دعوتهم إلى قلوب المخاطبين ومشاعرهم، حتى تعالج الإنحرافات التي وقعوا فيها، سواء أكانت خلقية أو اجتماعية أو دينية.
والقسم الثاني، هم الدعاة الهنود الذين تشبعوا بدعوة الإسلام وأحسنوا لغة البلاد ودرسوا طبيعة قومها وبيئتها.
وهكذا اجتمعت في هؤلاء الدعاة شروط نجاحهم والصفات التي يجب أن تتحقق فيهم من نظرة الإسلام وقدوة الأنبياء والرسل، فتوفر فيهم الخلق القويم والصبر الجميل والعزم الأكيد والإيثار والفهم الواعي للبيئات والظروف، وكذلك امتازوا بميزة لابد أن يتجلى بها كل داع لهم النجاح والنصر في دعوته، وهي القدرة على التبليغ بلغة المخاطب بكل إتقان ولباقة وثقة.
وأن حاضر الدعوة الإسلامية في الهند يعتمد اليوم على الدعائم الثلاث الآتية:
أولاها: المعاهد الإسلامية المنتشرة في مدن الهند وقراها، وهي بمثابة مراكز كبرى للإشعاع الديني لمسلمي الهند اليوم، ولها فضل كبير في نشر العلوم الإسلامية واللغة العربية ويجري معظم هذه المعاهد بطريق المساعدات الفردية والتبرعات الأهلية وفيها عدد من المدارس والكليات التي تتلقى مساعدات من الجامعات الحكومية والجهات الرسمية.