للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يحدث تطور يذكر في الوسائل المذكورة للدعوة الإسلامية في شبه القارة إلا في القرن العشرين، حيث ظهرت بعض الجماعات الإسلامية تهدف إلى نشر الدعوة في أنحاء البلاد. فيمكن لنا أن نقسم هذه الجماعات، الهادفة إلى نشر الدعوة الإسلامية، إلى أنواع حسب المنهج الذي تسير عليه في تحقيق مهمتها، فمنها جماعة تقوم بنشر الدعوة بين الناس عملياً، بالإتصال المباشر بالناس وخاصتهم ويلقنونهم مبادئ الإسلام ويحثونهم على العمل بها.

ومنها جماعات تركز اهتمامها بنشر الدعوة الإسلامية علمياً فأصحابها يوجهون نشاطهم إلى الطبقة المتعلمة أكثر منه إلى عامة الناس، وذلك بنشر فكرة الإسلام، بطريق الكتب والمجلات في مختلف اللغات المحلية، بأسلوب علمي ومنطقي يجذب أنظار المتعلمين إلى مبادئ الدعوة الإسلامية وقواعد شريعتها في مختلف مرافق الحياة البشرية [١] .

إن هذه الدعائم الثلاثة الرئيسية تقف كمشاعل تنير الطريق أمام الجيل الحاضر، وكذلك ستظل الأجيال القادمة بإذن الله تعالى، وكما أن مجرى الدعوة الإسلامية منوطة بهذه الركائز في مرحلتها الحاضرة في الهند اليوم، منوط بها أيضاً مستقبل هذه الدعوة في تلك البلاد.

ويتقرر مستقبل الدعوة الإسلامية في جمهورية الهند بعاملين رئيسيين:

العامل الأول: إحساس المسلمين في الهند بواجبهم في نشر دعوة الإسلام في هذه البقعة وفي تنمية الميراث الإسلامي الضخم، وإحساسهم أيضاً بمسئولية حراسة هذا الميراث وبها يؤدون أعظم الأمانات التي حملوها من آبائهم وأجدادهم إلى أبنائهم وأحفادهم.