للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٥- كما يبيح لهم الإستمتاع بطيبات الحياة، ولكنه يحبب لهم أن يتخففوا منها، ويرتفعوا عليها، ويتجهوا إلى نعيم الروح {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ، قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّه} [٩] .

وهكذا يفتح الإسلام باب التطوع، والإرتقاء إلى المثالية، ولكن ليس على سبيل الإلزام وإنما على سبيل الإختيار، فذلك أفعل في تربية النفس، وأدعى إلى تحقيق الغاية [١٠] لأن المتطوع يشعر بلذة عميقة في تطوعه، تعوضه عن المشقة التي يحتملها، وتحبب إليه الإستمرار فيه. لذة لا يستشعرها من يؤدي واجباً مفروضاً عليه، فتستجيب النفس بأقصى طاقاتها، وتصل في ارتفاعها إلى ما يشبه المعجزات.

ولقد أوجد الإسلام بمنهجه هذا في التربية جيلاً من البشر قل أن يجود الدهر ورفعهم إلى الذروة العليا من الكمال، مستوى تتطلع إليه الأبصار فيبهرها ضوءه وعظمته وسناه..

وإليك بعض النماذج التي تبين لك مثالية الإسلام.. وواقعيته في آن واحد.. نماذج تتحدث عن أشخاص مثاليين يفتخر بهم التاريخ الإسلامي لأنهم وصلوا إلى مستوى من الكمال يظنه بعض من لا يدركون ضرباً من الخيال..

-