للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن سجل التاريخ أنهم عذبوا في ذات الله تعالى من المؤمنين في مكة سمية أم عمار ابن ياسر وولدها وزوجها فقد ماتت سمية تحت العذاب قتلها أبو جهل بحربة طعن بها في فرجها، فكانت أول شهيدة في الإسلام، كما عذب بلال إذ كان مولاه أمية بن خلف الطاغية الجمحي يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول له: "لا والله لا تزال هكذا حتى تموت، أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى"فيقول وهو في ذلك البلاء: "أحد.. أحد". وكان بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر وبأبيه وأمه وكانوا أهل بيت إسلام إذا حميت الظهيرة يعذبونهم برمضاء [٥] مكة فيمر بهم الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول: "صبرا آل ياسر موعدكم الجنة".

الدعوة في دار الهجرة:

إنه بعد موت أبي طالب اشتد أذى قريش برسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إلى الطائف يطلب نصرة رجال من ثقيف فعمد إلى ثلاثة نفر من سادة ثقيف وهم عبد ياليل ابن عمرو، ومسعود بن عمرو، وأخوهما حبيب بن عمرو فكلمهم في شأن نصرته على الإسلام، والقيام معه على من خالفه من قريش بعد أن دعاهم إلى الله سبحانه وتعالى فأسمعوه ما ألمه، وألم كل مؤمن إذ قال له الأول: "هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك"، وقال الثاني: "أما وجد الله أحدا يرسله غيرك". وقال الثالث: "والله لا أكلمك أبدا، لئن كنت رسولا من الله كما تقول، لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليكَ الكلام، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك". فقام رسول الله من عندهم وقد يئس من خبر ثقيف.

وواصل رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض نفسه على القبائل العربية في أسواقها وعلى مياهها، يدعون إلى الله تعالى ويطلب النصرة على قومه الذين أذوه وبالغوا في أذاه.