ومن أجل الأعمال كذلك مؤاخاته صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار حيث قال في مجمع حاشد من المهاجرين والأنصار:"تآخوا في الله أخوين أخوين، ثم أخذ بيد علي بن أبى طالب فقال هذا أخي ... " فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي ابن أبي طالب أخوين، وكان حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة أخوين وهكذا حتى لم يبق أحد من المهاجرين والأنصار إلا آخى أحدا وآخاه، والله أكبر ماذا نتج عن هذه المؤاخاة من الخير والبركة الأمر الذي لا نظير له ولم تعرف الدنيا له مثيلا. كل ذلك في نطاق الدعوة إلى الله تعالى التي يجب أن يتخذ لها كل الأسباب الكفيلة ببلوغها وانتشارها وانتصارها وإسعاده للناس عليها في الدنيا والآخرة.
وبعد هذه الخطوات الجبارة التي خطاها الرسول صلى الله عليه وسلم في مضمار الدعوة بدار الهجرة اتسع الطريق أمامه فداه أبي وأمي، فضاعف الجهود، إذ نجم النفاق بين سكان المدينة من عرب مشركين ويهود على حد سواء، وأخذت التجمعات والتكتلات ضد الرسول والمؤمنين تظهر هنا وهناك وتبعتها الاتصالات بالعدو بمكة، وعظم الأمر، واشتد الخطب، ووقف الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون وقفة البناء الشامخ والجبال الراسية فلا تزعزع ولا تضعضع. ولكن الجهاد بالسيف والمال والقال والحال حتى نصر الله أولياءه وخذل أعداءه ولكن ما بين ذلك من الأحداث الجسام والأعمال العظام مالا يأتي عليه وصف!! وليراجع له كتب السير والمغازي فإنه كان العجب العجاب في حياة الدعوة بالمدينة وحياة سيد الدعاة بها صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه تسليما كثيرا.
الصورة المثالية في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم: