إن الصورة المثالية الكاملة في شخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تتجلى في خلقه وفي خُلُقِه معا وهي بالغة في كل منهما منتهى الكمال، والحمد لله واهبه والمتفضل به. أما في خلقه صلى الله عليه وسلم فإن أصحاب السير وجميع كتب من كتب في السيرة المحمدية مجمعون على أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكمل الناس ذاتا، وأجملهم وجها، وأحسنهم قدا واعتدالا، ولنترك الرواة الصادقين يصفون لنا الذات المحمدية كما رأوها وعرفوها. فقد روى مسلم عن البراء أنه قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مربوعا بعيد ما بين المنكبين، عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه، عليه حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه صلى الله عليه وسلم".
كما روى مسلم عن أنس رضي الله عنه أنه قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون كأن عرفه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما: "سألت هند بن أبي هالة عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان وصافا، وأنا أرجو أن يصف لي منها شيئا أتعلق به فقال: