للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١- صح أنه كان صلى الله عليه وسلم في غزاة فأعطى رجاله فرصة للاستراحة فيها فانشروا في واد يسّتريحون تحت ظلال أشجاره، وأتى هو شجرة فعلق صلى الله عليه وسلم سيفه في أحد أغصانها ونام فجاء أعرابي من المشركين فاخترط السيف وقال للرسول صلى الله عليه وسلم: "من يمنعك اليوم مني يا محمد؟ "فرفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وقال: "الله.." فارتاع الرجل وسقط السيف منه، فتناوله الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: "من يمنعك أنت الآن مني"فقال الأعرابي: "لا أحد ... "فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف. إن هذا لهو العفو بعد المقدرة الذي يستحق صاحبه الإجلال والإكبار، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ذاك.

٢- قسم صلى الله عليه وسلم مالا بين أصحابه فجاءه أعرابي فجذبه من طرف ردائه وقال: "هذه قسمة ما أريد بها وجه الله"، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما زاد على أن قال: "ويحك من يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله رحم الله أخي موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر".

٣- دخل أعرابي المسجد، واضطرته الحاجة إلى التبول فانحنى ناحية من المسجد وأخذ يبول، فانتهره أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، وصاحوا فيه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوه لا تزرموه" (أي لا تقطعوا عليه بوله) فتركوه حتى قضى بوله، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء فصبه عليه. فحلم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا أنطق الأعرابي فقال: "اللهم ارحمني وارحم محمدا ولا ترحم معنا أحدا". فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لقد تحجرت واسعا يا أخا العرب".

رجاحة عقله: