للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبايع مرة جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في جمل له، قد كل من السفر فباعه إياه بكذا مائة درهم، ولما جاء يتقاضاه الثمن أعطاه الثمن والجمل معا الله أكبر فماذا عسانا أن نذكر.. هذا من كرم محمد صلى الله عليه وسلم، إنه بحق أكرم من على الأرض بلا نزاع ...

عدله:

إن المثالية في عدل محمد صلى الله عليه وسلم والعدل خلق من أخلاق النفس الكاملة، تتجلى في مواقف عديدة كانت له صلى الله عليه وسلم وإنا لنكتفي منها بذكر موقفين فقط الأول: أنه لما سرقت المخزومية وجاء أسامة بن زيد حب رسول الله وابن حبه جاء مدفوعاً برجالات قريش ليشفع لها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسقط عنها حد السرقة وهو قطع يدها. قال له الرسول صلى الله عليه وسلم وهو غضبان: "أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة، والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها".

وثانيهما: أنه صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه المجاهدين في وقعة بدر، وكان بيده قدح من القداح يعدل به الصفوف للقتال، فرأى سواد بن غزية حليف بني عدي بني النجار متقدماً على الصف فطعن في بطنه بالقدح الذي بيده وقال: "استو يا سواد"، فقال: "يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل فاقدني من نفسك"، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال استقد.

إن في هذين الموقفين من مظاهر العدالة مالا يقادر قدره.

شجاعته:

إن شجاعة قلب النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن أقل من شجاعة عقله، إنه قد بلغ فيها بحق المثالية التي لا توصف، وناهيك في إثبات هذا الخلق العظيم أن يقول أفذاذ الأبطال كعلي بن أبي طالب والزبير بن العوام وخالد بن الوليد وغيرهم ممن عرفوا بالبطولات النادرة، والشجاعات الفذة أن يقولوا: "كنا إذا حمى الوطيس واشتد البأس نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم نتقي به".