وشاهد آخر، قد انهزم الجيش الإسلامي يوم حنين هزيمة منكرة وتفرق رجاله هاربين في كل واد، ويثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم كالجبل الأشم في الميدان يقاتل وحده وينادي أصحابه فثابوا إليه وقاتلوا معه حتى انتصروا وهزموا أعداءهم شر هزيمة.
وشاهد آخر على شجاعته صلى الله عليه وسلم هو شهادة أنس بن مالك بقوله كما روى ذلك مسلم:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وكان أجود الناس وكان أشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق ناس قبل الصوت فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا، وقد سبقهم إلى الصوت وهو على فرس أبي طلحة عري في عنقه السيف وهو يقول: "لم تراعو لم تراعوا".
وحسبنا دليلاً على شجاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى:{فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} ، فلولا علم الله تعالى بما وهب رسوله من الشجاعة التي لا توجد عند غيره لما كلفه بأن يقاتل وحده ...
إن شخصا يكلف بالقتال وحده، وقتال من؟ إنه قتال كل أهل الكفر على الأرض، وما على الأرض يومها إلا كافرا باستثناء تلك الحفنة المؤمنة من أصحابه رضي الله عنهم لشخص هو من أشجع من طلعت عليه الشمس وغربت في دنيا الناس. ذلك هو محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.