فإن هذا القانون مرتبط بسابقه فالحياة التي يطالب الإنسان بحفظها وصيانتها هي الحياة التي ينشئها المجتمع النظيف الطاهر بين الرجل والمرأة وهما عماد الأسرة التي تكون الحياة المشتركة بين الجنسين الذكر والأنثى، والله سبحانه شرع الزواج الذي يحقق السكينة والمودةْ والرحمة وتكاثر النوع من آياته:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[٧] . لذلك شرع الإسلام الزواج وحض عليه ليبتغي الناس ما كتب الله لهم من الذرية وإنشاء الأجيال ولذلك حض الرسول عليه الصلاة والسلام الشباب على الزواج "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"[٨] .
فالزواج هو العلاقة الشرعية الوحيدة التي عن طريقها يحفظ النسل ويستمر، فالشخص القادر على الزواج والمستطيع تحمل أعبائه الاقتصادية والاجتماعية والتربوية عليه أن يؤدي واجبه ودوره في استمرار الحياة وتكاثر النوع ولهذا جعل الإسلام للأسرة نظاما كاملا فالمرأة مساوية للرجل في الحقوق والواجبات والرجل هو رب الأسرة ورئيسها ومديرها لذلك كانت له القوامة وعليه التكاليف المترتبة على هذا الامتياز، والعلاقة في الأسرة قائمه على السكينة والمودة والرحمة والعطاء والبذل والطاعة والتفاهم، كما أرسى الإسلام الضوابط والنظم التي تحفظ هذه العلاقة في الظروف العادية كما وضع الحلول للمشكلات التي قد تنجم بين الرجل والمرأة وتدرج في خطوات العلاج حتى لا تنهار هذه العلاقة بمجرد الخلافات الناتجة من حركة الحياة بين الزوجين.