ولأن الزواج هو الوسيلة الشرعية لتكاثر النوع زيادة على أنه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل بمعنى الانقطاع عن النساء عبادة لله فعن انس رضي الله عنه انه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالباءة وينهى عن التبتل نهيا شديدا ويقول: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة".
وقد سبق أن ذكرنا أن الإسلام يحرم كل أمر يعوق الحياة ويعطلها ويهدمها ويحبذ كل أمر يدعو إلى إثرائها ونمائها وزيادتها ومن هنا كان تحريمه للتناسل الذي لا يقوم على أساس شرعي لأنه ضد المحافظة على الحياة وتشجيعه التناسل الشرعي وتحريمه كل أمر يعوق حفظ النوع واستمراره وتكاثره لذلك حرم الإجهاض إلا للضرورة ومنع الإخصاء لما رواه الصحابة من قولهم:"كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لنا شيء فقلنا: ألا نستخص فنهانا عن ذلك ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب". ثم قرأ علينا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} رواه البخاري.