للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم ضرب الباحث عشرة أمثلة من عقوبات الفطرة على أمثلة من الانحراف عن أمر الله يوضح هذا المؤيد القوي من مؤيدات الإسلام وهذا عين ما يقصد إليه الدكتور الكسيس كارل في كتابه تأملات في سلوك الإنسان إذ يقول: "وليس من العسير أن الخطيئة انتهاك إرادي أو غير إرادي لقوانين الحياة، وقوانين الحياة صارمة صرامة قوانين اختلاط الغازات وسقوط الأجسام ولما كان انتهاك هذه القوانين لا يعاقب عليه إلا بعد مضي زمن من وقوعه وبطريقة خفية فإن الإنسان لم يدرك بعد فداحة النتائج التي تترتب على الخطيئة فكل خطيئة تؤدي إلى اضطرابات عضوية أو عقلية أو اجتماعية وهى اضطرابات لا يمكن علاجها على وجه العموم، وإذا كانت التوبة لا تشفي تليف الأنسجة لدى السكير أو الأمراض العصبية لدى أولاده فإنها تعجز أيضا عن إصلاح الاضطرابات الناجمة عن الحسد والإسراف الجنسي والغيبة والنميمة والبغضاء كما أنها كذلك لا تبعد االشقاء عن الشواذ الذين يولدون لأبوين مصابين بالعيوب، فالخطيئة تؤدي إن عاجلا أو آجلا إلى التدهور والموت، التدهور للجاني نفسه أو للوطن أو للنوع ولهذا يجب على كل فرد أن يكون قادرا على التمييز بين الخير والشر" [٧٧] .

إن التربية الإسلامية وقد وضعت كل فرد من الأمة في موقع المسئولية التي يترتب عليها المحاسبة والجزاء يتناسب مع القوانين الطبيعية في الكون والنزعات الفطرية في الإنسان إذ أن الإنسان يريد أن يرى نتيجة أعماله وثمار جهده لأن العمل يكون على قدر الثواب في الدنيا، فكيف بالآخرة..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح".

وقال: