للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعندما نزلنا من الطائرة كنت أقول في نفسي: متى تنتهي إجراءاتنا في مطار لندن الدولي الذي تهوي إليه الطائرات المليئة بالركاب من كل حدب وصوب؟ وما إن دخلنا قاعة الإجراءات حتى تبددت تلك المخاوف فلكل رحلة جناح خاص، وفي كل جناح موظفون ينقسم القادمون إلى مجموعات صغيرة فلا تمضي ربع ساعة إلا وقد انتهى كل الركاب من إجراءات الجوازات، ونذهب إلى مكان تسلم العفش، فإذا عفشنا قد وضع بجانب الساحب الموزع. وهكذا كنا نتسابق نحن وأثاثنا في مطارات الغرب كلها وفي اليابان، لسرعة المعاملة والإجراءات.

فندق لندن:

هكذا سميته فندق لندن، أما اسمه الحقيقي فقد أنسانيه كرهه الشديد عندي- أي كره الفندق- لسوء مناظره وخبث روائحه وكثرة أوساخه، وكثرة المرضى من نزلائه، هل تصدق أن فندقا هذه أوصافه يوجد في لندن عاصمة المملكة المتحدة؟ أي وربي صدق فالكاتب كان من نزلائه. وله قصة أرويها هنا ليحذر نزلاء لندن الجدد من العرب، وخاصة من يصر على ارتداء زيه العربي هناك.

قصة الفندق والناصحون المتسولون:

فلقد قابلتنا فتاة لابسة زي موظفي المطارات، وبيدها جهاز لاسلكي وسألتني سؤالا لا

أدري ما هو فأحلتها لفضيلة زميلي الدكتور فإذا هي تسأل: أتريدون مساعدة مني؟ فأجاب نعم. نريد أثاثنا - كان ذلك قبل وصولنا إلى قاعة تسلم الأثاث - ونريد موظفي الخطوط السعودية لنتفاهم معهم، فرافقتنا إلى مكان الأثاث ودلتنا على عربة النقل الصغيرة وأوصلتنا إلى موظفي الخطوط السعودية. وهنالك سلمتنا لموظف في علاقات الركاب - وأظنه مدير العلاقات - واستلمنا منها بابتسامات وترحيب واهتمام إنها محسنة سلمتنا إلى محسن وبدون أي مقابل مادي ظهر لنا إلى الآن.