فقلت لزميلي: عندي صديق يسكن في ضواحي لندن، وقد أعطاني بعض إخوانه رقم هاتفه قبل مغادرتنا المملكة، وما كنت أريد إزعاجه في الليل ويسكن خارج المدينة ولا أدري كيف ظروفه ولكن لابد من حل ولا نعرف غير الاتصال بصديقنا لينقذنا من هذه الورطة.
اتصل الزميل بالصديق: محمد أشرف حياه وأخبره أن صديقك- فلاناًَ- موجود في المكان الفلاني، فتردد الصديق في معرفة المكان ولكنه كان ذكياً فطلب رقم هاتف الفندق وقيده عنده.
بجانب الشارع:
وخرجت أنا من الفندق لأقف بجوار بابه على الرصيف والهواء البارد شديد وأحس بالتعب والبرد ولكني أشم هواء لا أوساخ فيه وأنظر إلى الشارع لعل الصديق يصل بين لحظة وأخرى، وكنت مع الشارع كما قال الشاعر:
وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه
بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها
نعم: الشارع نظيف والفندق قذر، في الشارع هواء طلق، وفي الفندق روائح منتنة، فالصبر على البرد والقيام خير، وكنت كلما رأيت شخصاً قادماًَ إلى الفندق فيه بعض القسمات التي أتخيلها في صديقي ظننته إياه، وطال الانتظار والصديق صهري ولكن لم التق به من قبل، وعندما تعبت جلست على مقعد أكل عليه الدهر وشرب في أقرب ممر إلى الباب، وتعب صديقنا في التماس الفندق الفذ الذي لا يدري أهل لندن عنه شيئا، ولما لم يستطع الاستدلال عليه ذهب إلى موظفي الهاتف فأعطاهم رقم الهاتف وطلب منهم عنوان الفندق فدلوه عليه إنه يقع في قلب لندن، وفي مكان مشهور جدا إنه قرب حديقة: هايدبارك.