وبعد زمن غير قصير نسبياً سمعت طرقاًَ بالباب ففتحت فإذا الصديق والزميل قد جاءا فنظرت إلى الساعة فإذا هي الثالثة صباحا، فسألت أهذه المدة كلها كنتما في بحث عن الطعام فذكرا أنهما ركبا قطارا وذهبا إلى مكان بعيد فيه شخص يبيع الطعام الحلال، وكان عبارة عن خبز محشو باللحم (سندوتش) فأكلنا ونام صديقنا معنا بدلاً من مطالبته الملحة قبل ذلك بمرافقته لننام في منزله، لأن منزله بعيد عن المدينة ولم يبق على الفجر إلا قليل.
واتضح لنا بعد ذلك أن أهل الفندق مع موظفي الخطوط السعودية الذين هم مسئولون عن علاقات الركاب وهم فلسطينيون وغيرهم يكونون شركة خداع وغش لأمثالي ممن لا خبرة له بالبلاد، وأن المغنم يقسم بين الجميع.
لا عودة بعد اليوم إن شاء الله:
وفي صباح يوم الاثنين الموافق ٢١/ ٧ حزمنا حقائبنا ونزلنا إلى إدارة الفندق لنحاسبه ونودع الفندق إلى غير رجعة إن شاء الله، وفي الإدارة اتفقنا على الاتصال بالحاج أحمد بابا السوداني هاتفياً إذ كان اسمه ضمن الأسماء التي سجلناها مع رقم هاتفه، وهو في أنديانا بلس، وكان الاتصال تقريبا في الساعة التاسعة، فلم نجد الحاج وإنما أجابتنا زوجته وذكرت أنه مسافر وكان أهل أنديانا لا زالوا نائمين في الليل، فذكرنا لها أننا سنصل إلى نيويورك غداً الثلاثاء ولا نعرف هناك أحداً ونحب أن يقابلنا أحد الأصدقاء فقالت إنها ستعمل جهدها هي ولقد وفت بوعدها كما سيأتي الكلام عند وصولنا إلى نيويورك.
واتفقنا على أن نتجول هذا اليوم في لندن لنزور بعض المراكز الإسلامية، فقال لنا أخونا محمد أشرف: نذهب أولاً إلى محطة القطار الرئيسية لإيداع الأثاث هناك، ثم إلى الأماكن التي تريدون زيارتها.