بعد ذلك اتصل أخونا محمد أشرف حياة بأحد أصدقائه، المدعو شيهان حسين الذي يدير إحدى محطات القطار في لندن وأخبره بوجودنا، والظاهر أنه كان علم عني في الجملة بمصاهرتي الأخ أشرف فقال له شيهان: انتظروني سآتيكم بعد قليل، وجاءنا فعلا بسيارته، وأخذنا للتجول في بعض الأماكن المشهورة في لندن.
وكان مرورنا سريعا، وقد لا ننزل من السيارة في بعض الأماكن فمررنا بحديقة هايدبارك التي خصص جزء منها لحرية الكلمة والنقد، إذ يأتي إليه من يريد ويلقي ما يشاء من الكلام حتى يفرغ كل ما في جعبته دون أن يمس بأذى ولو كان كلامه في الملكة أو رئيس الوزراء أو أعضاء البرلمان أو غيرهم وليس له كل ذلك خارج هذا الجزء من الحديقة- وبالمناسبة فقد كان فندق لندن قريبا منها.
ثم ذهبنا إلى مبنى مجلس الوزراء وتجولنا حوله، وكذلك مباني البرلمان ثم مقر الملكة الذي لا يوجد في باب حائطه حراس، وإنما حارس أو حارسان في باب القصر والناس يحومون حوله ويصورون (والظاهر أنه لابد من حراس غير ظاهرين) وهناك وقفنا على جسر ووترلو.
ومررنا بالبرج الذي أقيم عليه تمثال نلسن تخليدا لذكراه وتحيط به تماثيل أخرى لبعض زعماء بريطانيا، كما تحيط به تماثيل الأسود، والمياه تتدفق من كل جانب.
ولا أدرى متى يسمع صوت المسلم الذي يحطم تلك التماثيل وهو يقول:{قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم عندما فتح مكة؟
إلى منزل أشرف:
وبعد جولة في شوارع لندن اصطحبنا الأخ محمد أشرف إلى منزله في مدينة لوتن- إحدى ضواحي لندن في الشمال منها- وتبعد عنها بثمانين كيلو مترا وكان قائدنا الأخ شيهان حسين الذي بلغت سرعة قيادته في بعض الأماكن أكثر من مائة وأربعين كيلو في الساعة.