للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهناك نزلنا ببيته الصغير ذي الطابقين: الطابق الأول فيه غرفة الاستقبال والمطبخ، والثاني فيه غرف النوم وبيت الماء والحمام وأخذ يقدم لنا أبناءه عمر وإخوانه وأخواته فسلموا علينا كأنهم يعرفوننا من قبل وتحلقوا حولنا فذكروني أنا وزميلي الدكتور بأبنائنا الذين تركناهم قبل يومين، وسنغيب عنهم أكثر من شهر، وكأن الأولاد أحسوا بعواطفنا فلم ينفضوا عنا، لاسيما عندما عرف الكبار منهم صلة الرحم والمصاهرة بيننا، وبدأنا المذاكرة مع الإخوة في أمور الإسلام ووجوب التمسك به وحفظ الأبناء من تيار الكفر الجارف، وأن العمر الحقيقي للمسلم هو الذي يقضيه في طاعة الله.

على من تقع المسئولية؟

فاعترف الإخوة بذلك، ولكنهم قالوا: نحن رجال أعمال لا نعرف الإسلام معرفة تمكننا من تعليم أبنائنا، وليس عندنا الأوقات الكافية لنكون معهم فلابد من مساعدة الجاليات الإسلامية هنا بالمدرسين وأئمة المساجد والكتب التي تشرح مبادئ الدين الإسلامي. ولابد من تكرار الزيارات لنا من العلماء لتذكيرنا ودلالتنا على ما يمكن القيام به، وإنا نحملكم المسئولية هذه لتنقلوها إلى المسئولين في المملكة العربية السعودية التي لم تبق دولة في العالم مثلها في التمسك بالإسلام والدعوة إليه، وقد أغناها الله بالإمكانات التي تستطيع بها أن تغزو العالم كله بالإسلام، فوعدناهم بأننا سننقل رغبتهم ولكنهم يجب أن يعملوا شيئا بأنفسهم، وإن كان من الواجب مساعدتهم.

وقدم لنا أخونا طعام العشاء الذي أعد في المنزل، وهو يذهب على دراجته النارية إلى مكان بعيد لشراء اللحم الحلال الذي ذبحت دابته على الطريقة الإسلامية، فكنا نتناول طعاما لا نفرق بينه وبين طعام بيوتنا.