للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبعد مذاكرة ونقاش حول الأمور الإسلامية استأذن الأخ شيهان حسين ليعود إلى لندن ويدعنا ننام في بيت محمد أشرف، وكنا قد تعبنا في نهار ذلك المساء حيث كنا نجري كما يجري البريطانيون أو أقل قليلا وتنقلنا بالقطار لجهات متعددة ولم نذق النوم بعد أن صلينا الفجر، بل إننا في اليوم السابق كله لم ننم، وفي الليلة الماضية نمنا قليلا جدا لذلك كله كان نومنا عميقا طول الليل.

وداع الصغار:

وفي يوم الثلاثاء الموافق ٢٢/ ٧ نهضنا من النوم متأخرين فصلينا الفجر وكان قد أعد لنا طعام الإفطار فأفطرنا، ومر بنا أولاد محمد أشرف الصغار يودعوننا للذهاب إلى المدرسة.

من دخل بلادنا حمر:

وكأننا تأخرنا قليلاً عن موعد الحافلة التي تقف عند باب المنزل لتوصلنا إلى محطة القطار الدنيا، فخرج محمد أشرف يجري قبلنا ونحن نجري أيضا والناس يجرون من كل جانب رجالا ونساء وأطفالاً لإدراك الحافلة في شارع مجاور لمنزل أشرف. لقد ألفنا الجري مع البريطانيين، وإنها لعادة طيبة أن يحافظ الإنسان على وقته.

عمارة وخسارة:

ولكن هل ترى هؤلاء المهرولين للحفظ على أوقاتهم، حقا يحافظون على أوقاتهم؟

نعم: إنهم لا يفوتون أوقات الأعمال، ولا الأوقات المعدة للطعام، ولا الأوقات المعدة للنوم، ولا الأوقات المعدة للقراءة في غيرها، بل كل عمل يعطونه وقته، ولذلك ترى ثمارا جبارة مادية لأعمالهم ونكران ذلك يعتبر حماقة وظلما.