للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما نحن فقدموا لنا كوبي ماء وكوبي شاي، وانتهى الأمر فبقي المضيفون متضايقين من الحالة التي نحن عليها، وهي أن الركاب أخذوا حقوقهم وزيادة، أما نحن فشرابنا ماء وشاي فقط، فكانوا يترددون علينا ويقولون ماذا نفعل لكم، هل تحبون أن نعطيكم شيئا؟ فيجيب- زميلي ثنكيو، أي شكرا، وهنا وقعت نكتة بين الزميل وبين المضيف: الغربيون لا يكثرون من السكر في الشاي، وزميلي سوداني - أصلا- مصري - مهاجرا ومصاهرة، يحب أن يكون السكر كثيرا، فجاء المضيف بكوب الشاي ومعه علبة فيها أكياس السكر فأعطى الزميل كيسا فقال له: أعطني آخر فأعطاه فقال: وآخر فأعطاه، وما كان موجودا غير الآخر فأعطاه وقال له: المطعم قد أقفل فلا تطلب كيسا آخر، مع استغرابه لأخذ هذه الكمية الكبيرة في نظره لأنه لم يزر مصر ولا السودان كما يبدو.

إنعام وكفران:

وبعد تناول طعام الغداء وإكثار الركاب من الشرب أخذت الصيحات تتعالى والأصوات ترتفع فخشينا أن يقوم هؤلاء الناس كلهم يتضاربون فيما بينهم وقد لا نسلم منهم إذا غابت عقولهم ولكن الله صرفهم عنا فذهبوا إلى الدور الثاني وتركوا لنا المكان.

ثم أخذت المضيفة تنزل أغطية النوافذ لعرض فيلم الرحلة، وأنا من طبيعتي أحب أن أرى مناظر خلق الله على طبيعتها فأسرعت بقفل نصف النافذة الأعلى وأبقيت نصفها الأسفل وعندما مرت بقربى خشيت أن تحرمني تلك الفتحة فقلت لزميلي أخبرها أني أحب أن أتمتع بمنظر البحر والسحاب والجزر إن وجدت فأخبرها فتركتني وشأني.

البوصلة أخافت المضيف:

وكانت بيدي بوصلة أعرف بها الاتجاه وبها مفاتيح الزميل ورآها المضيف وأظنه من رجال الأمن، فلما رآني أنظر إليها بين آونة وأخرى شك في أمرها ولعله ظنها من المفرقعات الموقوتة فجاء إلى زميلي يسأله ما هذا الذي بيد رفيقك فأجابه الدكتور فاطمأن وسكت.