وعندما بدأنا نقترب من مدينة نيويورك بدت بعض الجزر ذات الأشكال الهندسية العجيبة، وبدت بها مرتفعات ووديان وكانت كلها خضراء.
في مطار نيويورك:
وهبطت الطائرة في مطار نيويورك الدولي في الساعة السابعة والدقيقة الخامسة بتوقيت بريطانيا، فكانت مدة الطيران على المحيط الأطلسي ست ساعات وخمسا وثلاثين دقيقة، والفرق الزمني بين لندن ونيويورك خمس ساعات، إذ كانت الساعة في نيويورك وقت هبوط الطائرة الثانية والدقيقة الخامسة والثلاثين.
ودخلنا قاعة تسلم الأثاث فأخذنا أثاثنا ومررنا في صف بالجمرك الذي لم يمض عليه إلا قليلا وقد انتهى من التفتيش وكان يفتش أثاث الركاب بدقة ولكنه لم يفتح حقائبنا إلا الحقيبة اليدوية التي كانت بيد الزميل، ونظر في الجوازات فوجد البطاقة التي كتبت في الطائرة ثم خرجنا فوجدنا الأخ ضاحي الحكيم في انتظارنا وهو شاب فلسطيني يحمل الجنسية الأمريكية ويعمل نهارا وما كان يعرفنا ولا نعرفه. ولكن زوجة الحاج أحمد بابا السوداني التي اتصلنا بها من لندن يوم الاثنين ٢١/ ٧ وهي في أنديانا قد اتصلت بصديقة لها في نيويورك وطلبت منها تكليف من يستقبلنا ممن يجيد اللغة العربية فجزاها الله خيرا على اهتمامها وكثر من النساء أمثالها، فإن وجود شخص من أهل البلد يدل النازل الجديد من أهم الأمور، وإذا تذكرنا فندق لندن عرفنا نعمة وجود الأخ ضاحي في استقبالنا.
وكان الأخ ضاحي قد حجز لنا حجرة.. في فندق تودر الذي يقع قرب مبنى هيئة الأمم المتحدة، وبعد أن نزلنا في الفندق ودعنا وأعطانا رقم هاتف منزله لنتصل به إذا دعت الحاجة، وفهمنا منه أن والده موظف في الأمم المتحدة وأن أخته إحدى الدليلات في هيئة الأمم المتحدة إلا أن أباه في جنيف.