فبدلا من الانهزام والتوكؤ الجاهل على الدين وتلبيسه الثوب المفترى لا بد من الشعور بمزيد من المسؤولية والمحاولة الجادة لاستئناف الطريق الواعية التي تعي كل شيء قدره في ظل الإسلام ولن ترضى الأمة أن يكون فينا أناس يحاولون باسم الدين أن يضمنوا الاستمرار على حساب جهل الأمة بدينها وبناء قصور من الأوهام والخيالات والخرافات باسم الدين, والدين من هذا كال براء.
إن التاريخ ما يزال ينعى على أولئك الذين كانوا ينتسبون إلى غير الإسلام في أوروبا ويحاولون أن يحاربوا العلم باسم الدين لأن بقائهم فيما هم عليه بسلطانهم وسيطرتهم على الناس مرهون بأن يظل هؤلاء الناس يغطون في سبات عميق من الجهل والخرافة والانحراف. كان ذلك يوم كانت يد الإسلام العالمة العارفة الحكيمة القوية في مشرق عالمنا الكبير ومغربه تشق جيوب الظلام في العالم كله.
مرة ثانية نقول لهؤلاء وأولئك: أحشفا وسوء كيلة!! ألا لا يجمعن الجاهل إلى جهله بالإسلام والعاجز إلى عجزه عن متابعة طريق الإسلام إلقاء التبعة على الإسلام. ألا يضمن أولئك الجهلة والمنهزمون في أعماقهم إلى هذا البلاء أن يستخدموا الافتراء وسيلة لاستمرار وجودهم وكيانهم والإسلام دين العلم والمعرفة والنور.
ألا وليعلم الرواد الذين أكرمهم الله بوافر من الإيمان والهدى أن جانبا كبيرا من التوعية يقع على عواتقهم في مثل هذه الأمور فدعوة الإسلام لا يتجزأ وبناء متكامل كما أراد الله أن يكون.
ومعقد الأمانة في هذا الباب أن من المنكر أن تقبله نفس مؤمن أن ينضم إلى بلاء هذه الأمة في ديارها وأرضها بلاء تأصيل الجهالة واعتبارها من الإسلام باسم الحفاظ على الدين وتقوى الله عز وجل ليكون للأعداء ما يريدون من بقاء الأمة في الوهدة التي عليها اليوم.