ولا يجوز ترك شعر الإبط لأكثر من أربعين يوما لحديث أنس السابق "وقت لنا في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة ألا نترك أكثر من أربعين ليلة" وقد تقدم أنه في صحيح مسلم.
حكم نتف الإبط:
حكى النووي اتفاق الفقهاء على أن نتف الإبط سنة.. وهذا القول لا يختلف كثيرا عن قول العراقي:"إنه مستحب إجماعا"[٤٤] لتقارب المعنى بين الحكمين؛ ولكنه يختلف كثيرا عما نقله الحافظ عن ابن العربي: من أن الخصال الخمس الواردة في حديث أبي هريرة: وهي حلق العانة ونتف الإبط وتقليم الأظافر وقص الشارب والختان؛ واجبة، معللا ذلك:"بأن المرء لو تركها لم تبق صورته على صورة الآدميين فكيف من جملة المسلمين"[٤٥] وقد تقدم بيان ذلكَ في صدر هذا البحث.. فلو قال النووي اتفق أكثر الفقهاء على سنية نتف الإبط لكان أقرب إلى التحقيق.
ويمكن حمل قول ابن العربي بالوجوب: في حق من طال شعره وكثر حتى تفاحش بحيث صار مصدر أذى للمسلمين بما ينبعث عنه من الروائح الكريهة وخصوصا في الأجواء الحارة والأماكن المغلقة.
وعلى ذلك فيكون الأخذ من الشعر والأظافر أولا بأول في حدود الأربعين يوما مستحبا أو سنة، فإذا تركه أكثر من أربعين يوما حتى طال كثيرا وتفاحش فيكون الأخذ حينئذ واجبا في حقه والله أعلم.
على أنه يندب غسل اليدين بعد الانتهاء من نتف الإبط لإزالة ما علق بها من شعر أو رائحة كريهة [٤٦] .